الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية على هامش المسيرة التي انتظمت للدفاع عن حقوق المهاجرين الأفارقة: ما أقبحنا و نُكابر! بقلم الأستاذ عميره عليّه الصغيّر

نشر في  13 ماي 2018  (18:57)

بقلم الأستاذ عميره عليّه الصغيّر

لم تكن لي صورة دقيقة على مأساة الأفارقة السود القادمون لتونس قبل اليوم. اكتشفت أنّ آلافا من السود الذي قصدوا تونس يعيش في أغلبهم واقعا مأساويا ربما أتعس بكثير مما يعانيه مهاجرونا غير الشرعيين لبلدان أروبا.
زيادة على العنصرية ضد السود و الإعتداءات المجانية عليهم لفظا و فعلا،و التحقير منهم من ”خلق الله“ من التونسيين الذين لا يختلفون معهم الا ربما في اللون ، فهم مضطهدين من السلط الرسمية و من القانون القائم كذلك.
و حتى من هم منهم في وضعية سويّة كالطلبة يتعرّضون لتلك الإنتهاكات ،لكن الأكثر عرضة لهذه الممارسات هم اولئك الذين قذفهم الفقر و الإحتياج حتى شمال افريقيا طمعا في هجرة لأروبا او شغل يسد الرمق هنا.
 
فالمشغَّلون من السود عندنا كيد عاملة في الحضائر و في المطاعم و المقاهي... و كخدم في المنازل ليس فقط ينتهكون في أجورهم البخسة او عدم خلاصهم أصلا بل يقع التعدي عليهم في حرمتهم كالتشكيات العديدة في الإغتصاب التي وصلت ”المنتدى الإقتصادي و الإجتماعي“ .
في المسيرة التي نظموها يوم الأحد 13 ماي 2018، ناشدوا ضمير أحرار تونس الوقوف معهم ليس فقط كأفارقة، هم منّا و نحن منهم، بل كبشر و طالبوا برفع مظالم الخطايا التي تسلط عليهم عندما تفوت إقامتهم المدة القانونية ( خطية ب 20 دينارا لكل اسبوع تأخير في الرحيل)، و طالبوا بحق الإقامة على الأقل للمشتغلين منهم و المساواة في الأجر مع التونسيين و تسهيل الإجراءات للطلبة ، و في كلمة طالبوا بالحق في الإحترام و الكرامة.
ليست مزية أنّ تحقق الدولة التونسية تلك الطلبات وهي التي لها أكثر من مليون مهاجر في العالم و آلاف في افريقيا السوداء من افريقيا الجنوبية حتى موريطانيا، أما التونسيون الذين يستغلون مأساة المهاجرين لإمتصاص دمائهم و أولئك الذين يمارسون عقدهم بالتعويض على عقد النقص عندهم باضطهاد اخوانهم من الأفارقة ،يصح عليهم قول ” ما أقبحكم و تكابرون“.